Translate

الاثنين، 19 أغسطس 2013

مقالات محمد يعقوب دلالات هروب البرادعي: هروب البرادعي هو اعتراف منه بأن السيسي خائن ولا يمكن الوثوق به!!

دلالات هروب البرادعي:
مقالات محمد  يعقوب دلالات هروب البرادعي:  هروب البرادعي هو اعتراف منه بأن السيسي خائن ولا يمكن الوثوق به!!
هروب البرادعي هو اعتراف منه بأن السيسي خائن ولا يمكن الوثوق به!!
=======================================

لا شك أن لهروب البرادعي خارج البلاد في هذا التوقيت بالذات دلالات خطيرة جدا خاصة وأن الرجل كان قد عاد إلى مصر في عام 2009 أي في عهد مبارك وما أدراك من هو مبارك لذا فإن هروبه الأن يعني إدراكه أن السيسي هو أسوأ مئات المرات من مبارك. وأنه يشعر بتهديد حقيقي في مصر في عهد السيسي أكثر مما شعر به في عهد مبارك.


أما ما يقال أن البرادعي قد غادر لأنه لم يقبل باستخدام العنف ضد الشعب ولم يسمح لنفسه الاشتراك في حكومة تريق دماء المصريين وخلاف ذلك من كلمات الرحمة والرأفة فليست سوى واجهة لإخفاء السبب الحقيقي لخروجه ولكنه تناسى أن هذه الواجهة شفافة يظهر ما تحتها بكل وضوح لكل متأمل في مجريات الأحداث.

فقد استطاع السيسي بكذبه المحكم وأسلوبه الهادئ وكلامه المعسول أن يستقطب البرادعي ويخدعه ويوهمه بإنه ليس له اطماع في السلطة ليشركه في انقلابه الغاشم وقد كان اختيار السيسي للبرادعي بهدف تنفيذ مهمة محددة ووحيدة ألا وهي تمرير الانقلاب دوليا وإقناع الغرب بأن ما ينوون فعله في 30 يونيو وما بعده ليس انقلابا عسكريا وإنما هو ثورة شعبية أيدها الجيش وذلك لما يتمتع به البرادعي من علاقات دولية بحكم منصبه الدولي السابق.

وقد وافق كلام السيسي هوى في نفس البرادعي وكراهية سوداء للإخوان ضمرها الرجل في قلبه جعلته يتخلى عن كل ما رفعه من شعارات الحرية والديمقراطية فسلم نفسه طواعية للسيسي ليتلاعب به كيفما يشاء وما عليه سوى التأييد لكل ما يفعله والتبرير له دوليا ولكن كانت المفاجأة كبيرة للجميع فقد فشل البرادعي في مهمته الوحيدة ولم يستطع أن يقنع الغرب بأن ما حدث كان ثورة وقد ظهر ذلك جليا من خلال تصريحات آشتون وماكين الذي تندر على سؤال أحد الصحفيين عما إذا كان يرى ما حدث في مصر انقلابا عسكريا فرد عليه بعبارته المشهورة " إذا كان الشكل شكل بطة فهي بطة"

ومثََّل فشل البرادعي في مهمته انتهاء دوره في الحياة السياسية في مصر وضرورة التخلص منه للأبد لذا بدأت حملة إعلامية شعواء ضده وبدأ العسكر يسلط كلابه الذين يقفون رهن إشارته أمثال مصطفى بكري وغيره في النيل من البرادعي واتهامه بالعمالة والتلويح بإخراج ملف الاتهام المعد سلفا من أدراج أمن الدولة والذي يتهم فيه البرادعي بالتخابر وهي التهمة الجاهزة لكل من أرادوا التخلص منه والزج به في غياهب السجون.

فالملف جاهز والنيابة والقضاء والإعلام معهم فما الذي ينقصهم بعد ذلك لكي يتهموا أي أحد يدركون أنه قد أصبح عبئا عليهم ويزيحوه من طريقهم المرسوم سلفا بوضوح ولكن عميت أبصار الكثيرين عن فهمه ورؤيته.

كما أن لهروب البرادعي دلالة أخرى دقيقة ألا وهي أن السيسي قد وقع في فخ الأمريكان تماما كما وقع فيه صدام من قبله فالتغير في موقف الأمريكان من السيسي جعله يتذكر موقفهم من صدام في غزوه للكويت وكيف أنهم قد أوقعوا به في شراكهم واستدرجوه لتنفيذ مخططهم الأساسي وهو غزو العراق حينما أعطوا له الضوء الأخضر في البداية لغزو الكويت في السر ثم تنصلوا منه بعد ذلك في العلن وحاربوه فتحقق لهم ما أرادوا. وهو ما استشعره البرادعي في موقف الأمريكان من السيسي وانقلابه العسكري الذي أعطوه الضوء الأخضر للقيام به ثم بدأوا يتنصلون منه شيئا فشيئا وكأنهم يكررون سيناريو العراق.

فتبا لكراهية أعمت صاحبها وجعلته يسقط في أوحال الخيانة ويتنازل عن مبادئه التي كان يتشدق ويفتخر بها وهي ليست سوى شعارات جوفاء يسهل القاءها في أول سلة قمامة إذا كانت ستتسبب في أن تعطيله عن الوصول لهدفه الحقيقي.

والخلاصة هي أن مصر وشعبها أصبحوا ألعوبة في يد جهاز مخابرات السيسي الخائن والسؤال هو متى ندرك جميعا ذلك؟؟!!

ولكن تبقى الدلالة الأهم التي تعنينا مستقبلا ألا وهي أن قوى الباطل التي اشتركت في الانقلاب العسكري الغاشم تتفكك وتفقد قوتها شيئا فشيئا وعلينا الثبات والاستمرار وحسن توظيف واستغلال ضعفهم وصراعهم وتكالبهم على السلطة.

محمد يعقوب
في 19.8.2013

سجل اعجابك بشبكة رفض شبكة الاعلام البديل  لنشر الاخبار الصداقه بديلا لاعلام العار https://www.facebook.com/shabketraafd

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...