باحث والمحلل السياسي
خالد غريب
أرى فعلا تصعيد الإعتصامات بشكل مفاجئ اليوم قبل غدا ...... والتصعيد هو باختصار جدا ...... الدخول الى جميع المؤسسات المدنية بدءا من الاتحادية مرورا بمجلسي الشعب والشورى ومبنى رئاسة الوزراء ........مهما كلف الأمر ...وذلك للاسباب الآتية
1- ان ضغط الاعتصام الصامد في الميادين ...هو ضغط استاتيكي ثابت وليس ديناميكي متحرك ....... ومن خصائص الضغط الاستاتيكي ان تأثيره طويل المدى .... وتعتمد سرعة انهيار المضغوط عليه في هذه الحالة على سرعة فقده لمكوناته ........ وأظن ان في حالتنا هناك من يعوض هذا الفقد سريعا
2- أن العالم الحر ... هو فقط حرا في حالة غياب السمت الإسلامي ... ومهما حدث في ميادين الصمود من ابراز فئات اخرى غير الاسلاميين فإن السمت الاسلامي هو الاكثر وضوحا وهذا ما سيجعل العالم الحر يقف في جانب رد الفعل ... وليس المبادر بالفعل
3- أن المدة المنقضية كافية لاثبات ثبات موقف التركيبة الخاصة بالمؤسسة العسكرية .... وأنه تم وضع ضمانات كافية تحسبا لثباتها قبل البدء في ذلك الانقلاب
4- المدة المنقضية ثبتت ايضا ان هناك استجابة من عوام الشعب المصري فعلا وانحيازه الى المعتصمين من ابناء شعب مصر .. إلا أن الآلة الاعلامية الضخمة المصرية ... عملت على تقليل هذا الانحياز للمعدلات الغير كافية لعمل اتزان يساوي او يزيد ادوات الانقلابيين
5- تصعيد التظاهرات الآن سيكون ردود افعاله مغايرة تماما اذا ما قورنت ببداية الاعتصام ... لاننا كما ذكرنا ان هناك تغيرا ملحوظا في الرأي العام الداخلي والعالمي بشكل لن يسمح للانقلابيين بتوظيفه لتبرير العنف الدموي
6- فشل قضية فتح جبهة سيناوية لتوظيفها داخليا ولتخفيف الضغط على السيسي واعوانه ولم تأتي أوكلها .....والمرجو منها .......بل اضرت بالسيسي اكثر مما اضرت بمتظاهري الشرعية
7- طوال بقاء الاعتصامات دون تطوير نوعي ....كما ذكرنا سيبقي الضغط الاستاتيكي طويل المدى ... مما سيسمح للانقلابيين .. بالاستمرار في خلق واقع جديد سريع (آخرها تعيين المحافظين ) مما سيزيد ادوات ممانعة الانهيار .. فضلا على المحاولات الحثيثة لاقناع اطراف خارجية .. بل والمساومات الدولية الحادثة الآن حتى وان وصل الأمر لبيع مصر كلها
8- ان الدخول الى المؤسسات المدنية والتي يمتلكها الشعب .. أمرا ليس جديدا حيث قام به مؤخرا بضعة موظفين ومن يدعون انهم مثقفين بدخول وزارة الثقافة والاعتصام داخله .......فضلا على ان هذه الاعداد المحتشدة صوتت وفق القانون والدستور على من يشغل تلك المؤسسات ومن حقها ان تحمي اصواتها ....... وهذا منطق سليم يعكس المعنى الحقيقي لمطالب المعتصمين
وأخيرا ...... والسبب الهام ان فض الإعتصامات الآن هو الشغل الشاغل للانقلابيين ...واني متأكد من ان هناك خبراء ومتخصصين ولجان خاصة ومستشاريين ورجال استخبارات وخبراء اجتماع واعلام وعلم نفس وأمنيين وعسكريين وغيرهم من داخل مصر ومن خارجها .. وحتى من اسرائيل ولا استبعد حضور إبليس نفسه تلك الاجتماعات ... المنعقدة على مدار الساعة لفض تلك الإعتصامات ..........مما ينذر بأي محاولة غادرة في أي لحظة ربما اليوم او غدا او بعد غد لفض الاعتصام .......
وبالتالي سنظل نحن في ضغطنا الاستاتيكي ... وفي موقف ردة الفعل
وسنفقد زمام المبادرة ...................
لذا انصح بتطوير الثورة نوعيا .....سريعا وتغيير نوع الضغط الآن من استاتيكي الى ديناميكي ... لأن الاخير هو الاقوى تأثيرا .... ويتميز بوصوله الى نقاط الضعف سريعا ..........وكذلك لإمتلاك زمام المبادرة ......
وقبل ان انهي اذكر بأن الخسائر في هذه الحالة ( تطوير الثورة ) فعلا ستكون نفس خسائر فض الإعتصام بأي طريقة اي كانت ... وربما اكثر قليلا جدا ..او حتى ربما أقل ..... إنما النتائج اظن انها ستكون افضل كثيرا من تكبد نفس الخسائر في حالة محاولة فض الاعتصام ......
الباحث والمحلل السياسي
م / خالد غريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق