Translate

الخميس، 4 يوليو 2013

التاريخ يشهد أن الروح والعزيمة هى الأقوى.. لا يمكننا إقصاء أى قوى سياسية بما فى ذلك جماعة الإخوان.. وعلينا العمل سويًّا والتوحد وإعلاء المصلحة

أكد الدكتور إبراهيم نجم- مستشار مفتى الجمهورية- أن مصر تبدأ اليوم فجر عصر جديد بعد عزل الرئيس محمد مرسى الذى جاء نتاج تضحيات وتفانى شعب مصر بأكمله على مدار الأيام الأربع الماضية، والتى دلت على روح ونزاهة الشعب المصرى.

وقال فى مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية صباح اليوم: إن شباب مصر يرجع إليهم الفضل الأول فى التغيير، وهم جزء مهم من خارطة المستقبل فى مصر، وقد أظهروا عزيمة قوية فى سعيهم لتحقيق إصلاحات جوهرية، بروح من الوحدة الوطنية الرائعة؛ حيث ضمت المظاهرات كافة فئات وطوائف المجتمع الذين حلموا سويًّا بمستقبل أفضل.



وأكد الدكتور نجم أنه من المهم أن نعترف بالدور المهم والحاسم للقوات المسلحة المصرية فى هذه المرحلة، للحفاظ على السلام والأمن فى جميع أنحاء مصر، مثمنا عدم تدخل الجيش فى السياسة فى المرحلة القادمة.

وقال الدكتور "نجم": إن العهد الجديد الذى يحدونا الأمل تجاهه يعتمد على خارطة طريق لعملية الإصلاح التى ركزت- إلى حد كبير- على الإصلاحات السياسية والدستورية، وهى مجرد بداية لأن مصر تحتاج الكثير.

وأشار نجم فى مقاله بالواشنطن بوست، إلى أنه لكى نحقق المصالحة الوطنية ونخلق مجتمعا متفاعلاً علينا أن نغتنم الفرصة ونتخذ كافة التدابير اللازمة لضمان الإصلاح الاقتصادى والعدالة الاجتماعية كذلك، وهذا يتطلب الانخراط فى عملية البناء ومعركة التنمية.

وشدد مستشار مفتى الجمهورية فى مقاله، على أنه لا يمكن استبعاد أو إقصاء أى من القوى السياسية الموجودة على الساحة المصرية، بما فى ذلك جماعة الإخوان المسلمين، لافتا إلى أن هذا هو الوقت المناسب لتحقيق إصلاحات شاملة وبعيدة المدى، لتصب فى مصلحة جميع أطياف المجتمع، وذلك لن يتحقق إلا بالتوحد والتعاون، ونبذ الشقاق والعمل على إعلاء مصلحة مصر فوق كافة الاعتبارات.

وقال الدكتور نجم: "إن هذه اللحظة المهمة من تاريخ مصر يجب إلا نضيعها فى استدعاء الأحقاد القديمة، لأن هذا ليس من تعاليم الإسلام، ولكن علينا النظر إلى المستقبل والعمل معا على خلق مستقبل أفضل".

وقال الدكتور نجم: "إن الأمر المؤكد أنه على الرغم مما حدث فى مصر بعد هذه الفترة الحرجة تأكد أن مصر أكبر من شخص الرئيس، وأن مصر أمة غنية بالثقافة والخبرات والخيرات"، مشيرا إلى أهمية أن يقدم جميع الشركاء فى المجتمع الدولى دعمهم من أجل مساعدة مصر وضمان استقرارها وازدهارها".

وأكد مستشار مفتى الجمهورية فى مقاله على الدور المهم الذى قام به الأزهر ودار الإفتاء المصرية فى هذه الفترة الحرجة فى التصدى للفتاوى المتشددة خدمة للشعب المصرى والأمة الإسلامية، وتقديم التوجيه الدينى فى كافة المسائل ذات الأهمية الوطنية والدولية.

وأشار إلى أن دار الإفتاء ظلت دائما مستقلة وبعيدة عن الانتماءات السياسية والتوجهات الحزبية، وأنها سوف تستمر على هذا النهج فى المستقبل.


وأكد الدكتور نجم تأييد دار الإفتاء لتطلعات الشعب المصرى فى الحقبة القادمة، ودعا جميع المصريين إلى حماية وتحقيق المقاصد الخمسة العليا للشريعة الإسلامية؛ وهى الحفاظ على الأرواح والممتلكات، والأعراض، والنسل، والدين وهى القيم التى تشترك فيها البشرية جمعاء.

وأوضح نجم فى مقاله، أنه على مدى السنوات القليلة الماضية حققت دار الإفتاء خطوات كبيرة فى تعزيز سهولة التواصل والتفاعل مع المصريين، تشمل استخدام تقنيات حديثة ومتطورة.

ولفت إلى أن الأيام القليلة الماضية قد أثرت بشدة فى كافة شرائح المجتمع المصرى، وأن المرحلة الجديدة تحتم علينا أن نشرع فى العمل سويًّا كأمة واحدة، مفعمة بالأمل، والثقة فى الله، والعزم على جعل مصر ترقى وتزدهر فعلاً لا قولاً.


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...