Translate

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

مجلة "دير شبيجيل" الألمانية تفتح النار علي النظام الإنقلابي بعد إحتجاز فريق مراسليها : "التضييق علي المراسلين الأجانب وأعداء مصر الجدد".

قراءة في الصحافة الناطقة بالألمانية ™|مجلة "دير شبيجيل" الألمانية تفتح النار علي النظام الإنقلابي بعد إحتجاز فريق مراسليها : "التضييق علي المراسلين الأجانب وأعداء مصر الجدد".

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة

كتبه : ماتياس جيباور

لقد وجد النظام العسكري الحاكم في مصر عدواً جديداً بجانب الإخوان المسلمين. العدو الجديد هو "المراسلون الأجانب". فالمراسلون الأجانب في مصر الآن يتم إرهابهم و إتهامهم بالكذب. فريق "شبيجيل أون لاين" تعرض هو الآخر للمضايقة الأمنية حيث تم إحتجاز أعضاء الفريق لساعات بدون سبب.


أولئك الرجال المرتدين لنظارات شمسية وتتدلي منهم البنادق الهجومية المعلقة فوق صدورهم لا يخفون سراً عندما يعلنون موقفهم بكل مكاشفة قائلين لنا : 
"أنتم أيها المراسلون الأجانب لا تعرفون شيئاً" هكذا صرخ أحدهم في وجهنا مضيفاً: "تقاريركم الصحفية ليست سوي أكاذيب...أنتم أعداء مصر" ثم يتدخل أحدهم بعنف فيدفعني بمؤخرة البندقية علي جسم سيارة الشرطة المتواجدة بالمكان ثم يقوم بتفريغ محتويات حقيبة الحاسوب الشخصي الخاصة بي علي الأرض وعندما يحاول المترجم أن يوضح له أننا هنا فقط لعمل حوار صحفي قصير إزدادت عدوانيته شراسة وقال له صارخاً : "أخرص وإلا أشبعناك ضرباً" .

هذا المشهد المخيف وقعت أحداثه يوم الأحد الماضي في منطقة رابعة العدوية حيث ذهبنا لعمل بعض الحوارات في المكان الذي قتلت فيه قوات الأمن مئات المتظاهرين يوم الأربعاء الماضي وما إن بدأنا إجراء الحوار في مدخل إحدي العمارات حتي داهمتنا مجموعة من رجال الشرطة بزي مدني صارخين في وجوهنا : "أنتم مع الإرهابيين" 
متهمين إيانا بأننا قمنا بإطلاق الرصاص علي الشرطة من الدور الرابع للعمارة التي نجري الحوار أمام مدخلها. لكننا بعد وقت قصير أدركنا أنهم ألقوا القبض علينا لأنهم يعتبرون المراسلين الأجانب أعداء وأفاقين كاذبين مزعجين.
في الساعات التي تلت ذلك ألقينا نظرة لم نكن نردها علي تعسف قوات الأمن بعد الإنقلاب العسكري حيث تم إحتجازنا لما يزيد عن 7 ساعات في قسم شرطة مدينة نصر. إلي حد ما كان معظم رجال الشرطة يعاملونني بأدب وقد طلبوا مني بشكل واضح تغيير نهج النشر عن الأحداث في مصر حيث أنهم يعتقدون أن جميع وسائل الإعلام الغربية ترسم صورة خاطئة للأحداث في مصر بينما الحقيقة أن مصر تحارب الإرهاب كما أن الغرب يري إسقاط مرسي بشكل خاطئ تماماً حيث يقول أحد هؤلاء الضباط : "ما تصفونه بأنه إنقلاب ما هو إلا إنتفاضة للجماهير ضد الإسلاميين".

مناخ تم تسخينه عمداً

أما زميلي المصري فقد إلتف حوله مجموعة منهم بطريقة أقل لطفاً من التعامل معي. هؤلاء الضباط لم يذكر أحد منهم إسمه ولم يكن أي منهم يحمل بطاقة وظيفية (كارنية) توضح إسمه ورتبته.
هؤلاء الضباط قاموا بسب زميلي المصري بصوت عال وبنظرات مليئة بالتهديد متهمين إياه بالخائن لأنه يتعاون مع المراسلين الأجانب ثم لاحقاً قاموا بتهديده بأنهم قد ينقمون من عائلته وقد يقومون بتعذيبه في المعتقلات المصرية الشهيرة وبينما كانوا يستجوبوننا كان شرطيون أخرون يحضرون بإستمرار مجموعات من المؤيدين المحتملين للرئيس مرسي وكانوا يمرون أمام باب الغرفة التي يتم التحقيق معنا فيها ومن ثم يتم إلقائهم في زنزانة في أخر الممر دون إستجواب.

المحنة التي لم تنته إلا في المساء بعد عدة إتصالات أجريناها بالسفارة الألمانية بالقاهرة توضح المناخ والوضع الذي بدأت الحكومة المصرية في إنتهاجه في الأيام الماضية حيث وجه وزير الإعلام إنتقادات عديدة للمراسلين الأجانب ثم تلاه الجنرال عبد الفتاح السيسي متهمين المراسلين الأجانب بالكذب.

كما قالت السلطات الرقابية نهاية الأسبوع الماضي في رسالة لها أن مصر بكاملها تشعر ب"مرارة بالغة" من التقارير الصحفية "المنحازة بوضوح لجماعة الإخوان المسلمين" والمتجاهلة لأعمالها الإرهابية. 
ويبدو أن الدعاية التحريضية المثيرة للشفقة ضد المراسلين الأجانب لم تكن مجرد دعاية بريئة بل كانت مقصودة فمع نهاية الأسبوع الماضي وحده تم إلقاء القبض علي ما يقرب من 6 مراسلين أجانب إما عن طريق الشرطة أو عن طريق ما يسمي باللجان الشعبية. أحياناً يتم سرقة وضرب الصحفيين الأجانب من قِبل من يسمون أنفسهم بحماة الأمن و النظام من اللجان الشعبية ثم يقومون بعد ذلك بتسليم هؤلاء الصحفيين إلي الشرطة والتي بدلاً من التحقيق في هذه الجرائم ضد الصحفيين يركز الضباط همهم الأكبر علي إتهام هؤلاء الصحفيين بعدم حصولهم علي تصاريح عمل سارية في مصر. 

تطويع الإعلام لخدمة النظام الحاكم

إن محاولات التخويف التي يمارسها النظام الحاكم الآن في مصر ضد المراسلين الأجانب تستهدف في المقام الأول منع المصريين من الإمكانية الأخيرة التي تساعدهم علي متابعة الأخبار الغير مراقبة والتي لا تمثل وجهة نظر الحكومة الإنتقالية الحاكمة. فمنذ الإنقلاب العسكري في أواخر يونيو الماضي والجيش يقوم بإستمرار بغلق القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية المنتقدة للإنقلاب والتي تم تأسيسها بعد سقوط نظام مبارك الإستبدادي. وكما كان الحال في فترة حكم مبارك فإن المرء بات يواجه تطويعاً متعمداً للإعلام تحت قبضة السلطة الحاكمة (كما كان نظام هتلر يفعل).

لكن في الأيام القليلة الماضية أصبح النظام الحالي أكثر سلطويةً حيث تم مداهمة مقرات قناة الجزيرة القطرية من قبل قوات الشرطة حيث يري حكام مصر الحاليين أن القناة متأثرة بالإخوان المسلمين سياسياً ومنذ ذلك الحين لم يتبق أمام غالبية المصريين سوي القنوات الرسمية كمصدر للمعلومات وهي القنوات التي أخفت بشكل كامل جرائم العنف المفرط ضد الخصوم السياسيين والتي إنتهجها النظام الحالي بل ووضعت تلك القنوات علامة ثابتة علي شاشاتها مكتوب عليها "مصر تحارب الإرهاب".

وقد يري المراقبون الغربيون أن تأثير تطويع النظام الحاكم للإعلام ليس قوياً بما يكفي لكن الحقيقة أنه في بلد كمصر وبخلاف الطبقات المتعلمة والمثقفة فإن تطويع الإعلام لايخطئ هدفه أبداً في التأثير علي الناس. 

وفي هذا السياق يقول أحد العاملين لسنوات في قناة الجزيرة في مصر :"عندما يسمع المرء نفس الأخبار في كل مكان فإنه بمرور الوقت سوف يصدق أن الوضع بالفعل كما يسمع من الأخبار" وكما هو حال كثير ممن نحاورهم لايريد أن يذكر أسمه وهو يدلي بالتصريحات المنتقدة لهذا النظام فقد تم إعتقال بعض زملائه وهو يخشي نفس المصير.
بل إن مدير مكتب الجزيرة في القاهرة نفسه قد وجهت له النيابة العامة تهمة التحريض علي العنف والقتل.

خاص بصفحة "قراءة في الصحافة الناطقة بالألمانية" علي الفيسبوك.

رابط الموضوع :

http://www.spiegel.de/politik/ausland/aegypten-militaerregime-drangsaliert-auslaendische-presse-a-917388.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...